عن سوريا

cropped-alep-university.jpg

في آذار عام 2011 بدأت الثورة السورية على شكل مظاهرات سلمية تنادي بحقوق الإنسان والحرية والكرامة, واجه النظام السوري هذه المظاهرات بالعنف والقتل منذ البداية, محوّراً النضال إلى حرب عارمة تمتد على امتداد سوريا وتجرّها من كارثة إنسانية إلى أخرى

فقدنا خلال الحرب مئات الآلاف من السوريين, وتم تهجير الملايين تهجيراً داخلياً أو إلى خارج البلاد, في ظل كل هذه الكوارث المتكررة خلال الحرب حاول المجتمع المدني السوري جاهداً إنقاذ أرواح الناس ودعمهم, تعمّد النظام السوري بقمة اللامبلاة للمعاهدات والقوانين الدولية بإستهداف المشافي وكوادر الإسعاف والدفاع المدني, وعلى الرغم من قرارات مجلس الأمن والعديد من محادثات السلام لازالات المعاناة والقتل والتدمير مستمر إلى الآن, من دون أي ضوء في نهاية النفق يبشّر بحماية المدنيين

تزايد العنف في السنين الأخيرة بينما يحاول النظام السوري وحلفائه السيطرة على كافة الأراضي السورية, في أبريل 2019 ركّز النظام هجماته على مدينة إدلب وأريافها في شمال غرب سوريا, لهذا يتوجب علينا الإضاءة أكثر على الجرائم المرتكبة في السابق والتي يستمر النظام السوري بإرتكابها إلى الآن, يتوجب علينا الإستمرار بمطالبة الحكومات وأصحاب القرارات حول العالم لإيقاف هذا الإجرام وتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين

PHR.jpg

الإستهداف العمدي والمنظم للمراكز الصحية والمشافي

يتعمد النظام السوري منذ البداية إستهداف المشافي والمراكز الصحية, بدون أي نية بتحيد المدنيين عن الصراع وبدون أي إحترام لقوانين مؤتمر جينيف

منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان أحد شركاء حملة تحرّك لأجل سما قامت بتوثيق عدد كبير من استهدافات المراكز الصحية والمشافي في سوريا, وثّقت المنظمة 583 هجوماً على ما لا يقل عن 350 مركز صحي بدءً من آذار 2011 وحتى آب 2019.

تزايدت هذه الهجمات في الشهور الأخيرة من عام 2019 مع محاولات النظام إستعادة السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها المعارض, الإستهداف المباشر والمنظم للمراكز الصحية والمشافي جزء مهم من إستراتيجية النظام وحلفائه (المسؤولون عن 91% من الهجمات) لمعاقبة المدنيين الذين يعيشون في مناطق خارجة عن سيطرته وبالتالي بإستهداف المشافي يضعف قدرة المدنيين على النجاة والحياة الكريمة لإجبارهم على الخضوع لسطوته والخروج إلى مناطق سيطرته ليواجهوا خطر الإعتقال أو خطر الجرّ الإجباري إلى صفوف

استخدم النظام السوري وحلفائه سياسة الأرض المحروقة والتي تضمنت هجمات بالغازات الكيماوية, حصار المدن وتجويعها, القصف العنيف على مناطق مدنية بالإضافة إلى إستهداف المنشآت الصحية, كل هذه الأدوات الإجرامية أضعفت الشعب السوري وأكسبت النظام السوري العدد من الإنتصارات العسكرية

أطباء من أجل حقوق الإنسان, خريطة تفاعلية توضّح أماكن وتفاصيل الهجمات التي تمكنت المنظمة من توثيقها بشكل مستقل,90% من هذه الهجمات تمت إرتكابها من قبل النظام السوري وحلفائه من الروس