قصة سالم: في يوم من الأيام سنعود لبناء بلدنا مرةً أخرى, بالحب
هناك العديد من أصدقائنا وزملائنا الذين كانو جزءً لا يتجزّء من حياتنا, وأيضاً جزءً لا يتجزّء من "إلى سما" نودّ مشاركة قصص بعض الوجوه التي شاهدتموها في الفلم: أخبارهم الحالية, مكان تواجدهم, ذكرياتهم عن حلب, وما يتمنّون لفلم "إلى سما" أن يروي للعالم عن سوريا
إليكم قصة سالم
مرحباً, أنا سالم الأطرش أعيش حالياً في غازي عينتاب, تركيا
الفكرة الرئيسية من الثورة برأيي هي أن نحب كل الناس, نخفف عنهم آلامهم, أن نحاول مجابهة الإضطهاد, وأن نبني مستقبلاً أفضل لنا ولأولادنا, والثورة أيضاً أن نقوم بإظهار الفارق بين حكم الأسد وما يحمله من رعب, خوف, ظلم, وبين مبادئ الثورة وإلغاء تهميش أفراد المجتمع وجعلهم أصحاب القرار في مسؤولياتهم
شاركت في المظاهرات السلمية في حلب في عام 2011, وبدأت العمل في المجتمع المدني حوالي منتصف عام 2012, حينها كنّا قد بدأنا تنظيف مدينتنا عندما قطع النظام كافة الخدمات المدنيّة عن المدينة, شاركت في تأسيس المجلس المحلي لمدينة حلب, عملت في التعليم, وفي الإغاثة, و نقلت خبرتي السابقة في السجل المدني لتأسيس نسخة عنه بإمكانيات محلية في مدينة حلب و ريفها ، وذلك لمنح الوثائق الشخصية للناس
كما شاركت في المبادرات المدنية بأنواعها وكافة النشاطات التي تدعم صمود الناس ، مع رفيقة عمري ، زوجتي عفراء ، تشاركنا الأفراح و الأحزان مع أولادنا و مع رفاقنا حمزة وعد, عبد الفتاح, ميلاد, محمود و عبد الله
إحدى المرات قمنا بدعوة أصدقائنا على العشاء ، جاءت طائرة و ألقت برميلا متفجرا دمر البناء الملاصق لبيتنا تماما ، أصبح البناء ركاما و تضرر منزلنا .. خلعت الأبواب و الشبابيك و تهدم جزء من الجدار حضرت زوجتي خائفة ، إلى أن أدركت أن البرميل لم يفجر مبنانا ، و أولادنا في المنزل كانوا يبكون, المهم أصرت زوجتي ألا تسمح لمشاعر الرعب و الموت و الخوف بالسيطرة على الأجواء ، حيث قمنا بتنظيف الركام و الغبار و طبخ الوليمة ، و حضر الأصدقاء و كانت سهرة جميلة لطيفة
أيضا أثناء الحصار ، كان القصف على أشده ، قذائف مدفعية ، براميل ، صواريخ الناس لجأت لأقبية الأبنية, رعب, خوف
كان الأصدقاء مجتمعين بدوني :عبد الفتاح و ميلاد و حمزة ووعد و معهم زوجتي و أولادنا أخبروني أن آتي لكي نسهر .. طرقت الباب .. بعد أن جلست ، أطفؤوا فجأة الأضواء ثم دخل الجميع يحملون كعكة عليها شموع وهم يغنون لي : عيد ميلاد سعيد .. خنقتني العبرات .. كانت تلك المرة الأولى التي أحظى فيها بعيد ميلاد ، خصوصا أن الكعكة مميزة في ظل انقطاع الكثير من المواد الغذائية بسبب الحصار استطاعت وعد صنع كعكة من دون بيض
سهرنا كالعادة و غنينا سوية, هكذا كنا ، أحيانا من لا شيء نصنع السعادة و ننشر الفرح
فيلم إلى سما هو رسالتنا لهذا العالم كي لا يتخلى عن مسؤولياته ، نجح بتصوير جزء مهم من تقلباتنا العاطفية بين الأمل و اليأس ، الشجاعة و الخوف .. فعندما كان من المفترض أن نبكي ربما ضحكنا و العكس صحيح ، اختلطت مشاعرنا لكننا عشقنا بلدنا ، أحببنا ناسها ، تمسكنا بأرضها ما استطعنا ، ما زلنا نؤمن أننا سننتصر و نعود لنبني سورية من جديد بالحب و بالحب وحده