قصة عفراء: بواسطة إلى سما, صوتنا وصل أخيراً إلى الناس
هناك العديد من أصدقائنا وزملائنا الذين كانو جزءً لا يتجزّء من حياتنا, وأيضاً جزءً لا يتجزّء من "إلى سما" نودّ مشاركة قصص بعض الوجوه التي شاهدتموها في الفلم: أخبارهم الحالية, مكان تواجدهم, ذكرياتهم عن حلب, وما يتمنّون لفلم "إلى سما" أن يروي للعالم عن سوريا
اسمي عفراء هاشم "أم مضر" عمري 38 سنة مقيمة في مدينة غازي عينتاب, درست الأدب الانكليزي وكنت أعمل في مجال التعليم قبل الثورة وحالياً أعمل في منظمة إنسانية في مجال حماية الطفل والمرأة
إليكم قصة عفراء
في حلب, شاركت بالمظاهرات السلمية, وبعد خروج حلب عن سيطرة النظام قررت البقاء فيها لتقديم أي نوع من أنواع الدعم للناس, وبشكل خاص الأطفال. شاركت في حلب بفتح سلسلة من المدارس, كنت موجهة تربوية لمجموعة من هذه المدارس, وعملت أيضاً في مجال الدعم النفسي, عملت أيضاً بمجالات تطوعية أخرى كتنظيم الحفلات والنشاطات للأطفال كمثال تلوين "باص الحرية" والرسم والتلوين على الجدران, وإيجاد فريق مسرحي للأطفال, كتابة المسرحيات وتدريب الأطفال على التمثيل على المسرح
كنت جزءً من العائلة التي شاهدتموها في الفلم, والتي تمثّل كل ما أحب في الدنيا, عائلتي التي تخفف عليّ غربتي وخسارتي لمدينتي
الفيلم بالنسبة إلي هو أعيننا التي كانت شاهدة على كل لحظة قهر ورعب وخوف وفرح وصمود وتفاؤل عشناه في حلب، الفيلم هو الشي الذي بقي من ريحة حلب, حفظ لي صور الشوارع والبيوت لتبقى عالقة في ذاكرتي واذا يوماً ما كبرت وأصابني الخرف سيقوم أولادي بمساعدتي عن طريق مشاهدة الفيلم لأتذكر نفسي وأصدقائي وعائلتي وكل ما أحب
وصلتني رسائل كثيرة, اسئلة كثيرة من قبيل كيف تستطيعين الضحك والابتسامة بعد كل ما مررت به؟
أكثر رسالة عاطفية غامرة وصلتني: " لا أستطيع التوقف عن التفكير بك", صوتنا وصل أخيراً للناس, وروى لهم أننا ناس طبيعيون, نحب, نضحك, نغني و نلوّن. كل ما نريده هو القليل من الأمان, الكرامة, الحرية, وقطعة صغيرة من الأرض لتحمينا وتلمّ شملنا
أمنيتي من الناس الذين شاهدوا الفيلم هو أن يحاولوا إيقاف شلال الدم في سوريا, يساعدوا بمنع حدوث تهجير قسري مجدداً, و أن يحاولوا دعم حقّنا لعودة آمنة وطوعية, كل هذه الأمور لا يمكن حدوثها طالما أنّ هذا النظام في السلطة, أريد أيضاً أن أخبر العالم أن الناس في إدلب يعانون الآن نفس المعاناة التي شاهدتموها في الفليلم, أريد منكم أن تتخيلوا أني كنت من الممكن أن أكون هناك الآن تحت المعاناة
إدلب أصبحت موطناً للكثير من المهجّرين قسرياً من كافة أنحاء سوريا, وتهجيرهم قسرياً مرةً أخرى يمثّل جريمة مخزية