بعد 9 أعوام من الكوارث, أخشى وصول فيروس كورونا
انا نبيل شيخ عمر, في الوقت الحالي مقيم في ريف حلب الشمالي, اعمل متطوع في قسم الحالات الطبية لدى فريق ملهم التطوعي منذ بداية 2017
بينما نشاهد الإنتشار الواسع لفايروس كورونا حول العالم, المنطقة التي أعيش فيها في خطر محدق في حال وصول الفيروس إليها الذي سيؤدي لحصول كارثة بسبب انتشار المخيمات العشوائية حيث من الصعب جداً ممارسة العزل الصحي, كما يوجد نقص في الوعي والمعلومات العامة فيما يخص خطورة فيروس كورونا, على الرغم من هذا الخطر لازلت أعمل, يجب عليّ متابعة عملي, أزور الحالات الطبية في منازلهم وفي المخيمات, وألتزم في معايير الحماية الأساسية كإرتداء الكمامة الطبية والقفازات, منع التجمعات خلال أوقات زيارة المريض, ورفع الوعي حول فيروس كوفيد 19 وخطورة انتشاره.
في الوقت الحالي اعمل في مشفى الأمل مع الدكتور حاتم وهو مدير المشفى وهو أيضا صديق لنا وكان في مشفى القدس بحلب وهو الان مدير مشفى الأمل المتخصص بالأطفال والنسائية وفي هذا المكان نحن على تماس مباشر مع المرضى في أغلب الأوقات ولكن نستخدم وسائل الحماية بشكل دائم ونعمل على تعقيم المكان والأقسام ضمن المشفى بشكل يومي ويوجد كادر مختص لتوعية المراجعين إلى المشفى وتنظيمهم لمنع حصول تجمعات من أجل سلامتهم
بشكل عام وصل فيروس كورونا القاتل خطر يهدد العالم وانا حزين جدا لما يحصل في باقي الدول, أخشى أن يصل الفيروس إلى الشمال السوري المحرر لاننا عشنا 9سنوات من الكوارث واجرام نظام الأسد من قتل وتهجير وأخاف من تفشي الفيروس بسبب وجود عدد كبير من الناس يعيشون في المخيمات وبسبب صعوبة الوضع الإقتصادي الذي سيصعب على بعض العوائل البقاء في منازلهن خلال الوباء, يجب عليهم العمل باستمرار لتوفير الطعام لأطفالهم
اخشى من تكرار مشاهد الموت في حلب والتي كنت أشاهدها كل يوم المشاهد التي لاتنسى والتي تلاحقنا في كل يوم من شدة قساوتها مشاهد الدم والأطفال والنساء والشيوخ والمجازر والدمار التي كانت ترتكب بحقهم من قبل نظام الأسد المجرم الآن خائف من ان تحصل هذه المشاهد بغير طريقة وخائف أن أقف عاجزاً أمامه
ولكن أنا سوف أبقى أعمل هنا مع أصدقائي وعائلتي وسنكون على استعداد كامل لتقديم الخدمات الطبية ولو كان ذلك سوف يسبب خطر على حياتنا ولكن هذه مهمتنا
وأخيرا أتمنى من الجميع الوقوف إلى جانب هذه العوائل ومساعدتها كي تبقى في الخيمة أو المنزل كي لاتخرج وتتعرض للخطر