قصة عُلا: إلى سما هو أعيننا, ذاكرتنا, وتاريخ ثورتنا
هناك العديد من أصدقائنا وزملائنا الذين كانو جزءً لا يتجزّء من حياتنا, وأيضاً جزءً لا يتجزّء من "إلى سما" نودّ مشاركة قصص بعض الوجوه التي شاهدتموها في الفلم: أخبارهم الحالية, مكان تواجدهم, ذكرياتهم عن حلب, وما يتمنّون لفلم "إلى سما" أن يروي للعالم عن سوريا
إليكم قصة علا
أنا عُلا, عمري 26 سنة, أعيش في مدينة غازي عينتاب, تركيا, دخلت الجامعة حديثاً لإكمال دراستي
كنت متطوعة في فريق الأحمر في حلب, كنا دائماً معاً كعائلة, كنا تحت الحصار إذا وجد أحدنا فاكهةً أو خضار من نوعٍ ما نشاركها بيننا, بالنسبة لي كان وجود هذه العائلة نعمة كبيرة جداً
على الرغم من الحياة الصعبة, كان هناك الكثير من اللحظات الجميلة, أتذكر واحدة من هذه اللحظات بوضوح هي عندما انتهى الحصار, قمنا بتزيين سياراتنا بالبوالين وتجولنا في أزقة حلب الشرقية, كانت لحظة مليئة بفرح لا يمكن وصفه
أتذكر عندما غادرنا حلب, بقينا على معبر الراموسة أكثر من 24 ساعة في البرد, كان الثلج يهطل فلجئنا لمكان كان أشبه بالخرابة منه إلى البيت ولكن في تلك اللحظة المليئة بالخوف والحسرة, أشعرني البيت ووجود أصدقائي بجانبي بالأمان والدفئ, أكثر ما أخشاه هو فقدان واحد منهم
الفيلم بالنسبة لي هو أعيننا, ذاكرتنا, وتاريخ ثورتنا من اليوم الأول, الفيلم هو الشيئ الوحيد الذي يدفعني إلى الأمام بعد كل الخسارة والإحباط التي عشتها, والتي تضعف عزيمتي وتتركني نادمة في بعض الأحيان
أفرح كثيراً عندما أسمع أن أشخاصاً لم يسمعوا بثورتنا من قبل يظهرون تضامنهم وتعاطفهم بهذا الحجم
أتمنى من كل شخص شاهد الفيلم أن يحاولوا بأي طريقة أن يمنعوا حدوث تهجير قسري جديد في أي مكان في سوريا, وأريدهم أن يعلموا أنّ الناس في سوريا لا يزالون يعيشون تحت القصف تماماً كما كنا نعيش, وهناك احتمال كبير أن تعاد لهم نفس تجربة حلب في التهجير القسري